Responsive Ads Here

الأربعاء، 23 يونيو 2021

الباحث والكاتب الدكتور سيف محمد الجابري

الدكتور سيف محمد الجابري



المصدر:
د. سيف محمد الجابري
التاريخ: 19 مايو 2021



اختلف العلماء في إيجاد المسار التاريخي أو المفهوم الشامل الواضح للاستراتيجية، فاجتهد الممارسون والباحثون في حوكمة هذا العلم وإيجاد مفهوم واضح وسعى المنظرون في تحديد جذوره وأصوله. من اعتبره من زمن بعيد كأول تجربة للتخطيط الاستراتيجي تناقلها التاريخ تلك التي قام بها سيدنا يوسف عليه السلام في تفسير حلم فرعون مصر وتوزيعه للحياة المعيشية بين سنين عجاف وسنين الرواج، والتخطيط الاستراتيجي ليس وليد الحضارة الحديثة كما يدعي البعض ولكن التاريخ والحضارة الإسلامية أدلة في ذلك، كقوله تعالى (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) وفي السنة النبوية نتطرق لأحد الأحاديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم – التي تثبت الدور الاستراتيجي في الأداء، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها... فإن هذا قد عرض عليكم خطة رشد اقبلوها ودعوني أتيه...)، وهناك استراتيجيات قصيرة المدى وطويلة المدى برزت من خلال تحليل سيرته الطاهرة وإرشاداته لأصحابه تتجلى في نشر رسالته السماوية.




وفي العصر الحديث برز الفكر الاستراتيجي في العقد الـ 5 والـ 6 من القرن الـ 20 في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم انتشرت بعد ذلك في أوروبا ودول العالم الآخر، بدأت كلمة استراتيجية في الممارسة والتداول في التاريخ العسكري وكان مفهومها هو فن إدارة وقيادة الحروب وهو فن التخطيط للعمليات العسكرية، وذلك بسبب أن الحروب تعتبر أهم إحدى الظواهر الحتمية في حياة الإنسان واكتسبت مسيرة على هذه الأرض ولها تاريخ طويل، بدأ تطبيق مفهوم الاستراتيجية في ميادين الأعمال في عام 1951 في التخطيط للمشروعات الاقتصادية ثم في الستينيات وضعت الأسس لمفهوم الاستراتيجية بعدها بدأ التطوير ودخول العصر الذهبي لحقل الإدارة في عالم التنافسية والتميز وظهور نماذج وممارسات لمشاريع صغيرة وكبيرة وشركات عملاقة تتنافس أهدافها ومواردها البشرية والمالية بمنظومة استراتيجية في الأداء والخدمات والتطوير والتحسين، وبدأت الجامعات تتبنى العلوم والمعارف الاستراتيجية في التسعينيات وبدأت تتطور وتتقدم وتتنافس في المناهج والمدارس النظرية الاستراتيجية.
في العصر الحديث هناك نماذج لشخصيات برزت والحديث يطول عن الممارسات والنماذج التي قدموها لبناء المعمورة وتطوير العنصر البشري وتأسيس دول أصبحت رائدة في مجال التطوير والتخطيط الاستراتيجي ولم تكتف بأخذ النظريات ولكن وصلت إلى تصدير منظومة استراتيجية من المعارف والأفكار والممارسات التي أصبحت قدوة لدول وعوالم كانت وما زالت حاضرة في المؤتمرات العلمية تتبنى الإنسان فكراً وعملاً وصارت نموذجاً يدرّس ومنهاجاً يتبع في العلوم الحديثة والممارسات الاستراتيجية والتطويرية، ومن أبرز هذه الشخصيات إدارة مكنت بفكر طويل المدى أفضل منظومة استراتيجية شاملة تتبنى جودة الحياة اقتصادياً وعلمياً وصحياً ومجالات أخرى لتأسيس دولة نقولها بكل فخر واعتزاز هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته.
لمتابعتنا على تويتر
رابط الحساب https://twitter.com/saif_M_aljaberi
رابط التغريدة على تويتر
https://twitter.com/saif_M_aljaberi/...427908102?s=19

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق